السبت، 1 فبراير 2020

كيف تختار تخصصك الجامعي؟



كيف تختار تخصصك الجامعي؟



كيف تختار تخصصك الجامعي؟


بعد مشوار الدراسة الطويل الذي ابتدأ بالمرحلة الابتدائية انتقالاً للمرحلة المتوسطة فالثانوية، تقف على عتبة الجامعة محتاراً أي تخصص تختار، هل تختار تخصص الطب لأن والدك طبيباً؟ أم تختار تخصص الهندسة لأن والدتك تود منك أن تصبح مهندساً!

يجب أن نتفق جميعاً على أن مسألة اختيار التخصص هي مسألة تخصك أنت وحدك، فأنت من سيقود السفينة وأنت الراكب الوحيد؛ فلا تهمل الاختيار وتترك القرار لمن حولك.

بعض الطلاب محظوظون بما فيه الكفاية؛ فهم يعرفون هدفهم ويعرفون التخصص المناسب لهم الذي سيختارونه، في المقابل يوجد طلاب ليس لديهم أدنى فكرة عن شغفهم في الحياة وعن التخصص الذي سيختارونه.

نشرت صحيفة واشنطن الأمريكية دراسة توضح أن ٢٧٪ فقط من خريجي الجامعة يلتحقون بوظائف تتوافق مع تخصصاتهم، يعني ذلك أن الكثير من الناس يتخصصون بتخصصات لا تناسب ميولهم أو شغفهم، لكنهم لا يكتشفون ذلك إلا متأخراً لسوء الحظ.


هناك سمتان أساسيتان يجب توافرهما في التخصص الذي ستختاره:

أولاً: يجب أن يكون مناسباً لقدراتك:
لابد أن يكون التخصص مناسباً لقدراتك وسهلاً نسبياً عليك. سمعت مرة قصة فتاة موهوبة بالرسم التحقت بالجامعة واختارت تخصص الرياضيات؛ لتثبت لنفسها وللجميع بأنها ذكية وقادرة على دراسة تخصص صعب كهذا! اجتهدت ودرست بجد واجتهاد وانتهى الفصل الدراسي الأول وحصلت على معدل عالٍ، لكن حصل ما لم يكن بالحسبان، فلقد لاحظت أنها لم تعد قادرة على الإبداع في الرسم كما كانت، وكأن باب خيالها الواسع قد أُغلق في وجهها، عرضت الفتاة مشكلتها على أخصائية طلباً للمساعدة؛ قالت الأخصائية لها: أنت موهوبة بالرسم والمجال المناسب لك هو المجال الإبداعي كتخصص الفنون؛ فهو التخصص الميسر و المناسب لك، فلماذا اخترتي تخصصاً لا يتناسب مع قدراتك؟ لقد أجهدتي نفسك وحملتيها مالا تطيق وأجهدتي الجزء الأيسر من الدماغ وهو المسؤول عن الحساب والأرقام، وتجاهلتي الجزء الأيمن وهو المسؤول عن الإبداع والابتكار؛ لذا جرى لك ما جرى. نصحتها الأخصائية في ترك ما لا يناسبها والتوجه للفن والرسم.

من الواضح أن الفتاة قللت من شأن تخصص الفنون واعتقدت بأنه تخصص تافه؛ لذا توجهت لتخصص الرياضيات. لم تدرك الفتاة الجانب السلبي من اختيار تخصص غير مناسب حتى وقعت في مشكلة. تأكد أيها القارئ بأن التخصص السهل عليك صعب على غيرك، والعكس الصحيح، فتخصص الفنون صعب على الأشخاص الذين يحبون لغة الأرقام والحساب مثلاً؛ فجانبهم الإبداعي ضئيل جداً.

ثانياً: يجب أن تكون مهتماً وشغوفاً به:
يجب أن تربطك بالتخصص رابطة حب، فينبغي عليك أن تكون محباً للتخصص وهاوياً له وألا تمانع بأن تكمل بقية حياتك العلمية والمهنية برفقته، سمعت مرة قصة شخص اختار تخصص الأحياء عن رغبة وحب؛ فكان الخيار الصحيح الذي أثر على بقية حياته تأثيراً إيجابياً؛ فلقد تميز هذا الشخص في مجاله وتفوق بين أقرانه وتخرج بمعدل عال وبمرتبة الشرف، ثم انتقل إلى الخارج ليكمل دراسته في علم الأحياء بكل حماس وشغف، فحصل على شهادة الماجستير فالدكتوراه، وأصبح الآن عالم أحياء يُجري التجارب والأبحاث، وحصد جوائز عدة في مجاله. هذا الشخص الرائع أبدع في مجاله وخدم البشرية لأنه اختار التخصص المناسب له. وإن كنت تتسائل كيف تجد شغفك بإمكانك الاطلاع على هذه التدوينة.


أعتقد بأنك تتفق معي الآن على ضرورة توافر هاتين السمتين الرئيسيتين في التخصص الذي ستختاره، أليس كذلك؟



سأقدم لك الآن أدوات جبارة ستساعدك بلا شك في اختيار التخصص المناسب:


موقع التوجيه الجامعي
هو أول موقع يوفر معلومات عن الجامعات العربية والأجنبية، الحكومية منها والأهلية، بالإضافة إلى توفيره لمعلومات عن الابتعاث. ويوفر كذلك معلومات تفصيلية عن كافة التخصصات، فيتم ذكر وصف لكل تخصص وذكر متطلباته ومجالاته الوظيفية.


موقع اكتشاف
يهدف هذا الموقع إلى توجيه الطلاب ومساعدتهم على اختيار التخصص المناسب بطريقة صحيحة وفعالة وذلك يكون عن طريق معرفة الميول والقدرات. يتضمن الموقع مدونة تحتوي على مواضيع متنوعة، يتطرق كل موضوع لتخصص معين؛ لتوضيحه وإعطاء فكرة شاملة عنه. ويتضمن الموقع كذلك دورة تدريبية بعنوان كيف تختار تخصصك بعد الثانوية، وهي دورة موجهة لطلاب المرحلة الثانوية؛ لمساعدتهم على اختيار المسار التعليمي المناسب لهم عبر اكتشاف الذات ومناقشة الخيارات المطروحة واتخاذ القرار بطريقة صحيحة. الدورة قيمة جداً (وبدون رسوم)، يقدمها المستشار في مجال التطوير والإرشاد المهني الدكتور ياسر بكار، تنقسم الدورة إلى عدة أقسام رئيسية، وهي: الميول المهني، الذكاءات والقدرات، كيفية اتخاذ القرار.


موقع الأستاذ جاسم هارون
يحتوي الموقع على مدونة، وعلى قسم مواضيع متنوعة ومفيدة. ويحتوي كذلك على اختبار دقيق للشخصية، ستحدد نتيجة الاختبار نوع شخصيتك وستقدم لك معلومات تفصيلية عنها، وذلك يتضمن: نظرة عامة عن شخصيتك، نقاط قوتك ونقاط ضعفك، صفات وطبائع شخصيتك، الأعمال والمجالات التي تتوافق مع شخصيتك، نصائح لتطوير شخصيتك. يتوفر على هذا الموقع كذلك كتاب (الجامعة ترحب بك) وهو متاح للجميع، يحتوي هذا الكتاب الرائع على خلاصة تجارب الأستاذ جاسم هارون ونصائحه للطلبة الجامعيين.


اختيار التخصص بمثابة اختيار قطار، فاختيار القطار الصحيح سيؤدي إلى الوصول إلى المحطة الصحيحة حتماً..