السبت، 13 نوفمبر 2021

حقيقة الشفاء والعافية

 


صحة الإنسان، الغذاء، غذاء الانسان، الصحة، المرض، مرض، التوتر، الطب البديل، المسامحة، التعافي، المشاعر السلبية، المناعة، الدم الحمضي، الطب التقليدي



حقيقة الشفاء والعافية



كيف ينشأ المرض وماهي مسبباته؟ لمَ يمرض بعض الناس في حين لا يمرض البعض الآخر؟ لمَ لا يتمكن بعض المرضى من التعافي بالرغم من حصولهم على الدواء؟ هل قام الطب الحديث بتوفير العلاج الصحيح للإنسان؟ هل هناك تجارة بصحة المرضى؟

يغير فيلم Heal الوثائقي نظرتك عن الصحة والمرض فهو يسلط الضوء على مسألة اكتشاف جذر الأمراض وأصولها، فمن المفترض أن يسعى الإنسان لعلاج الجذور وليس الأعراض؛ ليجتث المرض اجتثاثاً لا يترك بقايا تسمح بعودته. توجد في الفيلم عدة قصص لأشخاص واجهوا أمراضاً مستعصية العلاج ولكنهم استطاعوا أخيراً النجاة والتعافي منها. عرض الفلم مقابلات مع أطباء ومعالجين وعلماء يؤكدون ضرورة الالتفات إلى مسببات الأمراض ومداواتها بدلاً من الاقتصار على مداواة الأعراض.

من أقوى مسببات المرض: التوتر، عدم المسامحة، الصدمات النفسية، المشاعر السلبية، ارتفاع حمضية الدم،الغذاء غير الصحي. التوتر هو استجابة الإنسان البيولوجية للمواقف والأحداث التي يتعرض لها. يجعل التوتر والقلق الزائد الإنسان عرضة للإصابة بأمراض جسدية ونفسية جسيمة، يدمر كل أنواع التوتر ،الجسدي والكيميائي والمشاعري، جسدك ببطئ. هناك آليات عديدة تساعدك على مواجهة التوتر والتخلص منه، منها: ممارسة الرياضة، شرب المشروبات المهدئة للأعصاب كالنعناع والبابونج، استخدام زيوت عطرية تساعد على الاسترخاء كاللافندر.

يقول الشاعر أحمد شوقي:
تسامحُ النفس معنىً من مروءتها..
بل المروءةُ في أسمى معانيها..
تخلقِ الصفحَ تسعدْ في الحياةِ به..
فالنفسُ يسِعدُها خلقٌ ويشقيها..

تمنح المسامحة الإنسان السلام والحب والطمأنينة، وذلك من أسمى القيم الإنسانية ومن يصل إليها تتحقق لديه الراحة والطمأنينة. يقي الغفران ومسامحة الناس الإنسان من أمراض عديدة ويقوي القلب ويرفع مناعة الجسم ويعززها. يجب عليك أن تتخلص من دور الضحية وتسامح الناس وتعفو عنهم؛ لتحرر نفسك من قيود الاستياء والمشاعر السلبية التي يفرضها عليك عدم التسامح. يتحدث د. إيهاب حمارنة في هذا الفيديو عن أهمية الغفران وكيفية المسامحة ويؤكد بأن فائدة التسامح تعود أولا وأخيرا إليك.

تؤثر الصدمات النفسية والتجارب المريرة، خصوصاً عندما تكون في بداية عمر الإنسان، على الجسد تأثيراً عميقاً. لا بد من تعلم الأدوات الصحيحة للتعامل مع المشاعر السلبية المكبوتة؛ فتجاهلها يؤدي لعواقب وخيمة. الخوف مثلاً يعد من أقوى المشاعر السلبية فهو يؤثر على الجهاز الهضمي، ويضعف الذاكرة، ويسبب تقلب المزاج،والفوبيا، والاكتئاب المرضي، يدمر الخوف الجسد قليلاً قليلاً. هناك بعض من الطرق الصحيحة للتخلص من المشاعر السلبية، منها: التأمل، التعرض للشمس، ممارسة الرياضة، التنفس العميق.

لماذا يمرض بعد الأشخاص بسهولة بينما لا يمرض البعض الآخر بسهولة؟ السبب يكمن في نوعية الدم لديهم، فأصحاب الدم الحمضي يمرضون بسهولة بعكس أصحاب الدم القلوي. إذن يؤثر ارتفاع حمضية الدم سلباً على مناعة الجسم مما يجعل الجسم بيئة خصبة للأمراض. في هذا الفيديو توضح د. علياء المؤيد الأمر بالتفصيل وتؤكد على ضرورة المحافظة على دم قلوي للتمتع بصحة أفضل ومناعة أقوى.

يسيطر الطب الحديث في هذا العصر على الناس ويتحكم بصحتهم فهو يمنح المريض الأدوية والعقاقير الطبية ومعظمها ذات آثار جانبية سلبية وتتطلب آثارها أخذ أدوية إضافية لتعطيل ذلك؛ فيدخل بذلك المريض في دوامة الأدوية التي لا تنتهي، فيلاحظ في الأخير بدلاً من أنه كان يعاني من مرض واحد أصبح يعاني من عدة أمراض سببتها له الأدوية المعطاة. إن العديد من أدوية الطب الحديث تجلب أمراضاً إضافية بدل الشفاء!

يقول ابن القيم الجوزية في كتاب الطب النبوي: "اتفق الأطباء القدماء على أنه متى أمكن التداوي بالغذاء لا يُعدل عنه إلى الدواء، ومتى أمكن بالبسيط لا يعدل عنه إلى المركب". يتضح لنا بأن الأطباء القدماء اتبعوا هذه القاعدة الطبية في مداواة الناس وتطبيبهم، فكان الغذاء هو وجهتهم الأولى في العلاج، ويتبعه الدواء البسيط الذي يكوننوع من أنواع الأعشاب، ثم يتبعه الدواء المركب الذي يتألف من عدة مكونات وأعشاب.

من المؤسف أن الطب الحديث ينظر إلى جانب العائد المالي لا إلى صحة المريض؛ هناك منافسة شرسة بين شركات الأدوية وهدفها تحقيق مبيعات أكثر، يصل جشع هذه الشركات إلى التواصل مع أطباء ومنحهم نسبة عمولة من المبيعات في حين أعطو المرضى المراجعين لديهم وصفة دوائية تابعة لهذه الشركة، ومن هنا يبدأ الطبيب (الذي لا يتحلى بقيم أخلاقية رفيعة) في محاولة كسب المال وإعطاء المرضى مسكنات قد لا يكونوا بحاجة إليها؛ فيحدث بذلك تجارة بصحة المرضى.

نحتاج إلى دعم الطب التقليدي وإجراء أبحاث حديثة لتطويره وجعله الوجهة الأولى للبحث عن العلاج؛ لتقديم خدمة للبشرية ولمنحهم صحة أفضل وعلاج بسيط نافع غير مركب كعلاجات الطب الحديث. لا ننكر أهمية ما توصل إليه الطب الحديث من تقنيات وسبل جديدة لعلاج أمراض وعِلل لم يكن لها علاج في السابق، لكن لا بد أن نشيد إلى ضرورة تحقيق التوازن بين الإثنين؛ فيكون الطب التقليدي هو الخيار الأول ويتبعه الطب الحديث إن تطلب الأمر ذلك.

غذاؤك هو داؤك ودواؤك، فإن كنت لا تكترث بنوعية الأكل وتتناول الأطعمة الضارة والوجبات السريعة وتكثر من السكريات سيكون غذاؤك داء عليك. أما إن كنت تهتم بنوعية الأكل وتكثر من تناول الخضار والفاكهة والأطعمة الغنية بالفيتامينات والمعادن سيكون غذاؤك دواء لك. هناك العديد من الأنظمة الغذائية المتنوعة: كنظام الكيتو، والنظام النباتي، والنظام النباتي الصرف، وغيرها. عليك أن تبحث وتقرأ أكثر في الموضوع وتختار النظام الغذائي المناسب لك، بإمكانك أيضاً طلب استشارة من أخصائي تغذية ليساعدك في بناء نظام غذائي يناسبك ويلبي احتياجات جسمك.

يتعين على الإنسان الاهتمام بصحته وعدم إهمالها؛ لينعم بمناعة قوية وجودة حياة أفضل. إن الاهتمام بالصحة يشمل عدة جوانب: نفسي، ومشاعري، وجسدي، وغذائي. بعد أن تعرفت على مسببات الأمراض وكيفية اجتنابها عليك الآن أن تسعى إلى تحسين أسلوب حياتك وجعله صحي أكثر، وعليك اكتساب عادات صحية لتكون درع وقاية لك من الأمراض.